قضية القاتل البرىء

السجن !
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td></TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
تحقيق :
محمد هاشم
[b]مآساة جديدة تقشعر لها الأبدان دارت وقائعها داخل محكمة جنايات الجيزة.. بعد ان قضت المحكمة بالمؤبد علي محام اتهمته النيابة بقتل زوجته.. ظهرت شاهدة نفي وبعد اربع سنوات اكتشفت محكمة النقض وجود خطأ في تطبيق القانون واحالت الدعوي إلي دائرة اخري قضت ببراءة المتهم!
المثير والغريب والمدهش ان مأساة المحامي التي تشبه إلي حد كبير مآساة الممثلة حبيبة التي كانت متهمة بقتل زوجها.
وقضت في السجن خمس سنوات ثم ظهرت براءتها.. الغريب ان القضية الجديدة تثير اكثر من علامة استفهام يجب الا تمر احداها مرور الكرام:
أولا: من قتل إذن زوجة المحامي؟!
ثانيا: من يعوض المتهم البريء عن سنوات سجنه؟!
ثالثا: من يضمن عدم تكرار هذه الاخطاء القاتلة حتي لايظلم بريء؟!
رابعا : من المسئول عن هذه المآساة الجديدة وكيف سينال عقابه؟!
نحن في أخبار الحوادث لسنا قضاة .. ولسنا ممثلي ادعاء ولاحتي جهة دفاع عن المتهم.. لكننا نبحث عن الحق ونستميت من أجل اظهاره والدفاع عنه.. ومن اجل هذا نفتح ملف المآساة الجديدة.. والضحية الجديدة صفوت زوج القتيلة هناء! فكيف بدأت الجريمة وكيف تطورت احداثها؟!
[b]ما المانع لوعدنا إلي الوراء أربع سنوت؟!
المكان : أحد شوارع العمرانية بالجيزة وتحديدا داخل شقة صغيرة يعيش فيها زوجان في شهر العسل.. الزوج اسمه صفوت وزوجته اسمها هناء. قصة حب اكتملت بالزواج!
ولكن كان هناك سيناريو آخر يدور في الخفاء داخل هذه الشقة! صفوت كان في عمله.. ينظر إلي ساعته كأنه يرجو عقاربها ان تسرع لكي يعود إلي زوجته.. في هذا اليوم ايضا من اربع سنوات كان الزوج يستعد للاحتفال بعيد ميلاد زوجته!
يرن جرس الهاتف في بيت هناء.. كان المتحدث هو الزوج يسألها ان كانت تريد شيئا قبل ان يعود إلي المنزل مؤكدا لها في بهجة او سرور انه سيشتري الحلويات 'والتورته' استعدادا لهذه الليلة!
واغلق الزوجان الخط بكلمات حب تبادلها الطرفان!
جثة زوجتي
عاد الزوج مسرعا إلي بيته.. كان يظن ان زوجته في
انتظاره حاملا في يده علب الحلويات ولكن المفاجأة ان هناء غير موجوده بالمنزل .. أرتاب صفوت في الأمر.. ما الذي يدعوها لمغادرة المنزل في هذا الوقت؟!.. طاف السؤال في عقل الرجل.. جلس ينتظرها بعض الوقت ولكنها لم تعد.. كانت الظنون بدأت تتسلل الي قلب صفوت وحتي يقطع الشك باليقين لم يتردد في ان يتصل بها علي تليفونها المحمول ولكنها لم تجب وانقطع الرنين.. وعاد الزوج مرة اخري يطلبها في عملها ولكن لم يرد أحد عليه .. فاتصل بصاحب الشركة التي تعمل زوجته لديه وسأله عنها.. فأجابه صاحب العمل: 'ان هناء كانت موجودة بالفعل وانصرف هو قبل ان تنصرف'!
ازدادت الشكوك في رأسه كادت أن تقتله فاليوم يحتفل الزوج بعيد ميلاد زوجته.. فجأة تقفز فكرة الي رأسه.. ان يذهب مسرعا الي عمل زوجته يتأكد من وجودها أو عدم وجودها بنفسه!
وتزداد الأحداث اثارة!
لكنه قبل أن يصعد سبقه شخص اخر ثبت بعد ذلك من خلال التحريات وشهادة العجوز الي أظهرت براءة المتهم فيما بعد صعوده واكتشافه الجريمة من قبله..يتكهرب الجو هناء ممدوة علي الأرض وسط المكاتب غارقة في دمائها.. يتجمع الأهالي وتبدء الأحداث في التغير.
يصرخ صفوت باعلي صوته: 'الحقوني ياناس'!.. في هذه الاثناء كان لايدري بما يفعله.. ارتمي علي زوجته وتلطخت يداه بدمائها ثم جلس بجوارها يحدثها وكأنه يظن انها علي قيد الحياة!
المرأة التي شاهدته وهو يصعد سلالم الشركة مسرعا صعدت تستطلع الأمر ثم اختفت!
القبض علي الزوج !
بين يوم وليلة تغيرت أحداث غلقتها الإثارة!
امتلأ مسرح الجريمة برجال الشرطة.. والمعمل الجنائي الذين انتشروا في المكان يرفعون البصمات وفي ركن بعيد انزوي الزوج باكيا.
سيارة الاسعاف تأتي بعد لحظات ترفع الجثة وتغادر وسط صوت سارينتها الصاخب والمزعج الي الطب الشرعي!
المفاجأة المثيرة !
كل الشبهات كانت تحوم حول الزوج حتي حاصرته .. ايضا شهادة المرأة التي شاهدته وهو يصعد مسرعا وكأن شخصا ينوي الانتقام من أحد زادت من الطين بلة!
وفجأة ايضا وجدت صفوت نفسه يدخل في سين وجيم عن جريمة بدلا من ان يكون هو ضحيتها اصبح هو المجرم المتهم بارتكابها.. ومن تكون ؟!.. زوجته التي احبها وتزوجها منذ ثلاثة شهور وفي هذه الليلة كان يستعد للاحتفال بعيد ميلاده!
مؤبد!
المشهد يتغير!
المكان هذه المرة محكمة جنايات الجيزة!.. القاعة تمتليء عن آخرها بأقارب المجني عليها والمتهم البريء .. لحظات وينطق الحاجب بصوته الجهوري : 'محكمة'!
صفوت خلف القفص الحديدي.. عيناه لاتتوقف الدموع بها لحظة واحدة.. لايدري بما يدور حوله.. كل الوجوه تحاصره داخل قفصه اما هو فقد كان غارقا في محنته.. مد يده داخل جيب بنطلونه واخرج صورة زوجته الجميلة.. كان يحدثها في صمت.. فلم يكن يهمه سوي انه بريء من دمها!
وتلا رئيس محكمة الجنايات الحكم: '.. قضت المحكمة علي المتهم صفوت بالحبس لاتهامه بقتل زوجته هناء'!
وحملت سيارة الترحيلات المتهم إلي السجن ليقضي عقوبة يدفع فيها عمرة عن جريمة لم يرتكبها!
لكن القدر كان يستعد لتفجير المفاجأة بعد سنوات قضاها صفوت داخل سجنه في عذاب!
الشاهدة العجوز!
المحامي مجدي اسحاق كان قدم طعنا امام محكمة النقض لكن الأسباب واهية وأكيد لن تقتنع بها محكمة النقض.. السبيل الوحيد هو أن تحدث معجزة!
وقد حدثت بالفعل!
سيدة مجهولة.. عجوز .. تتقدم بخطي بطيئة نحو باب رئيس نيابة الجيزة تطلب مقابلته لأمر هام تتعلق بانسان بريء يقضي عقوبة علي جريمة لم يرتكبها.. ويسمح لها رئيس النيابة بالدخول والادلاء بشهادتها!
قالت الآتي: '.. منذ أربع سنوات وفي المكان الفلاني شاهدت شخصا يصعد الي مكتب الشركة ثم يهبط مسرعا بعدها وجدت شخصا آخر يصعد ولم ينزل إلا بعد ان حضرت الشرطة'!
شهادة المرأة العجوز مثيرة وهامة قد تنقذ بريئا من السجن وتعيد إليه كرامته وسمعته.. بسرعة يطلب رئيس نيابة الجيزة من المباحث بالتحري عن هذه المرأة المجهولة وطلب شهود جدد!
وتوالت المفاجآت!
اكدت التحريات صدق كلام السيدة العجوز وان المتهم الذي يقبع خلف الأسوار العالية بريء من تهمة قتل زوجته!
وأعيدت محاكمته!
عاد صفوت مرة أخري الي محكمة جنايات الجيزة.. لم يكن سعيدا.. فربما لم يعد يهمه براءته لان المتهم عنده ان زوجته في لحدها تعلم من القاتل الحقيقي!
وجاء الشهود أمام المحكمة يؤكدون صدق رواية المرأة العجوز تؤيدها تحريات المباحث وبعد عدة جلسات قضت محكمة الجنايات ببراءة صفوت وتكليف رجال المباحث بالقبض علي القاتل الحقيقي!
مفيش فرق!
طرقنا باب المتهم البريء.. استقبلنا الرجل بحزن ملأ عينيه.. سألته في البداية.. هل أنت سعيد لان براءتك ظهرت ؟!.. وضع صفوت رأسه في الأرض ثم نظر إلينا قائلا: '.. صدقوني مفيش فرق .. انا دلوقت حاسس اني عايش داخل سجن.. في كل ركن به أري صورة زوجتي التي كنت أحبها.. عندما أكل أرها امامي علي المائدة تبتسم لي.. عند النوم اتخيلها تنام بجواري ولا ابالغ ان قلت أنني أشعر بها واحيانا أجدني احدثها'!

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
تفتكر ليه المجرم قتلها؟!

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
انا معرفش حاجة.. كل إللي متأكد منه ان هناء كانت محبوبة من كل الناس وليس لها خصوم مع أحد.. كان آخر حاجة اتوقعها اني ألاقيها مقتولة في الشركة التي تعمل بها!

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
ماذا تنوي ان تفعل الآن؟!

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
أعيد ترتيب أوراقي واخرج من احزاني قليلا وابحث عن القاتل أو السبب الذي دفعه إلي قتلها وكدت ان ادفع الثمن انا من عمري وحريتي.. نعم أنا سعيد ولكن سعادتي لن تكتمل إلا حينما أري القاتل ماثلا امامي داخل محكمة الجنايات!

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=top border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>
وغادرنا شقة الزوج صفوت.. تركناه وحده غارقا مع احزانه وبين ذكرياته المؤلمة!.
وتبقي أسئلة حائرة تبحث عن اجابة : من قتل هناء؟!.. ومن المسئول عن هذه المأساة ؟!.. وكيف سينال عقابه؟!
وانا لمنتظرون مفاجآت الأيام القادمة[/b][/b]