كيف تتعلم كراهية الوطن

:cry:m_elmogy
29-10-2005, 10:55 AM
كيف تتعلم كراهية الوطن في أقسام الشرطة؟

لو كان اسمك الرباعي أحمد محمد عبدالنعيم محمد.. فأرجوك لا تغادر منزلك.. أو تحاول الخروج للسياحة.. أو تجرب السفر للخارج والطامة الكبري لو كنت تسكن بالمنيل ايضا.. وإذا تمسكت بحقك في الحياة والخروج والسفر فعليك أولاً أن تستخرج صحيفة حالة جنائية لك لتثبت انه لاسوابق لديك.. وأن تجري فيش وتشبيه وأن تراجع اسمك في قوائم الممنوعين من السفر لكي تتأكد ان اسمك ليس مدرجا عليها.. وحبذا لو استخرجت صورة من شهادة وفاة المواطن احمد محمد عبد المنعم محمد والساكن في 34 شارع عبد العزيز آل سعود بالمنيل من السجل المدني لتثبت أنك لست هو.. فهو مسجل علي أجهزة كمبيوتر الشرطة باسم أحمد محمد عبد النعيم وليس عبدالمنعم محمد وهارب من حكم بالسجن ثلاث سنوات في قضية شيكات بدون رصيد رغم أنه استأنف وتصالح وسدد وتنازل البنك عن القضية منذ ثلاث سنوات ليموت بعدها صاحب القضية الا ان كمبيوتر الشرطة لا يعترف لا بالوفاة ولا بالتصالح والتنازل فلا يسقط اسمه من قوائمه لتظل القضية مرفوعة والمتهم مدان حتي بعد التنازل والوفاة بالاضافة إلي انه ليس اسم المتهم السابق الحقيقي.. أحمد محمد عبد النعيم محمد.. شاب لم يدرك كل هذا.. فخرج.. وسافر واستمتع بالسياحة في بلده وألقي القبض عليه.. أحمد كان بطابا في منطقة تدعي بن سوير عندما مر عليهم مندوب الشرطة لأخذ بيانات المصريين الموجودين بالمنطقة اعطاه أحمد اسمه ورقم بطاقته.. ليحضر اليه مخبر قسم طابا ليقتاده الي القسم. وهناك قضي أحمد نصف اليوم دون أن يعرف ما تهمته او سبب حضوره.. إلي أن سأله الضابط هل اسمك احمد محمد عبدالنعيم.. فرد بنعم.. فسأله هل تسكن بـ 34 شارع عبدالعزيز آل سعود.. فرد بأنه يسكن في 117 شارع المينل حسب ما تقول البطاقة.. ليصدمه الضابط بعد ذلك بقوله أنت محكوم عليك بثلاث سنوات سجن في جنحة.. أحمد يقول: الأول قالوا لي أنت اتخنقت مع حد وبعدين رفع عليك قضية رغم إن الخناقات مش جنحة وعلي أخر النهار قالوا لي إنها قضية شيكات.. ويضيف أحمد: الضابط الموجود بالقسم كان متأكد من أنني لست الشخص المطلوب الا ان بيانات الرجل الاخري لم تكن مستوفاة علي الكمبيوتر فلا اسم الام ولا رقم بطاقته ولا تاريخ ميلاد فقط اسم الرجل الخطأ ايضا وعنوانه.. وفي قسم طابا قالوا لأحمد إن عليهم ترحيله رغم أنه غير مدان الي قسم مصر القديمة ليعرض علي النيابة.. ففي اوطاننا الجميع متهم حتي يتم العثور علي الدليل ويتم القبض عليك ولا ضير في ان تقضي حتي فترة عقوبتك قبل العثور علي الدليل.ة
وفي فجر الاثنين 3 أكتوبر تم ترحيل أحمد علي قسم طور سيناء مع مندوب شرطة وقد وصل الي قسم طور سيناء بطريقة تسمي الكماين أي يركب هو والعسكري اي عربية بعد استئذانها لتوصلهم الي كمين الشرطة التالي ومنه في سيارة أخري حتي وصلوا الي القسم الساعة 11 وكان هذا أول يوم رمضان ليقضي أحمد ليلته بحجز طور سيناء وليكمل يومه الثاني دون أكل أو نوم أو حتي تهمة حقيقية ومعروفة وفي فجر الاربعاء تم ترحيل أحمد بعربة الترحيلات الذاهبة الي القاهرة.. وبمديرية الامن انتظر حتي الواحدة صباحاً إلا أن عربة ترحيلات مصر القديمة لم تأت ليعود بعدها إلي قسم الخليفة وبعد عدة اتصالات حضرت سيارة الترحيلات في الثالثة صباحاً لتسلمه من حجز الخليفة الي حجز مصر القديمة.. ليعرض علي النيابة يوم السبت ليكتشف أحمد أن الشخص المأخوذ بدلا منه يحمل اسما اخر غير اسمه الا أنه مسجل خطأ علي كمبيوتر الشرطة ولتظهر مفاجأة اخري وهي ان احمد محمد عبدالمنعم والمسجل خطأ أحمد محمد عبدالنعيم قد استأنف قضيته مع البنك وسدد المبلغ وهو 550 الف جنيه وتصالح وتنازل البنك عن القضية ومات.. إلا أنه لايزال حيا يرزق علي ورق الشرطة ولا تزال قضيته قيد المداولة.ة
كل اللي بيعمله ان أمين الشرطة يقول «شوف نفسك يا.. يا» وفور ركوبنا عربة الترحيلات الي القاهرة طلبوا منا نلم فلوس من بعض حتي يعاملنا العساكر معاملة جيدة وميغلسوش علينا وفي حجز قسم الطور أول مادخلته لم أكن أعرف أن به عرفا متفقاً عليه سلفا وهو فكر الكوماندة وهو أقدم واحد بالحجز ومسئول عن حركة البيع والشراء به اللي عاوز اكل.. شاي.. سجاير.. مخدرات.. كله موجود هو يأخذ الفلوس ويرسل العسكري ويقسم نسبة بينه وبين العسكري.. تاني حاجة لازم كل مجموعة قاعدة علي فرشة تجمع من بعضها 10 او 15 جنيهاً لدفعها للكوماندة.. ولحجز الخليفة قصة اخري مع أحمد فيقول: هو حجز كبير فيه حوالي 200 فرد فيه كل حاجة الناس بالداخل واحد قاعد جوه بيقول «حد عاوز برشام.. حد عايز بودرة» والمحجوزين معاهم اسلحة بيضاء وتليفونات محمولة.. الطريف في الموضوع ان حجز الخليفة مراقب بكاميرا فيديو تنقل صورة فقط معلقة في سقف الحجز تنقل كل ما يحدث بالحجز.. أي ان كل شئ تحت السيطرة»..! وفي قسم الخليفة وأحنا كلنا خارجين علي عربة الترحيلات متوجهين لمديرية الأمن نادي العساكر علي من له أمانات موبيل او فلوس فرفعت يدي لان كان لي الموبايل والفلوس واحنا طالعين كان العسكري بالورق يوقف كل واحد ويقول له أنت جاي هنا بتهمة كذا وكذا.. تحب القضية اسجلها علي الكمبيوتر وتبقي سابقة.. ويدفع وعندما حان دوري قلت له انا اصلا مش متهم ده تشابه اسماء فقال لي أنا ممكن اسجلها باسمك وبياناتك الحقيقية فاعطيته 20 جنيهاً فرفض فأعطيته 50 فشتمني.. وفي النهاية ولأني كنت خايف ومتوتر ومنمتش بقال 3 ايام اعطيته 70 جنيها مقابل تهديد.. وعندما وصلنا الي مديرية الأمن مكلبشين لقيت في واحد لابس مدني ينادي علي وقال لي انا عارفك.. انت جيت هنا قبل كده.. وعندما أنكرت ردت: حلو.. قسم مصر القديمة كلهم حبيابي.. فشوف نفسك.. لو تحب أوصي عليك بتوع مصر القديمة.. عاوزني اوصي عليك.. فقلت له: لا طبعا واعطيته علبة سجاير فألقاها بوجهي.. وعندما اعطيته 5 جنيهات.. شتمني ورفض يخدها.. ولاني كنت خلاص وصلت لأخري عليت صوتي وقلت له: أنا مترحل من طابا وطالع عيني ودافع قد كده ولسه حدفع لما اروح قسم مصر القديمة.. ففزع وقال وطي صوتك.. هات الخمسة جنيه ويلا غور اقعد هناك.. وبالفعل عندما وصلت قسم مصر القديمة دفعت فلوس كلها وأول ما نزلت الحجز وهو ابشع مكان ممكن حد يقعد فيه فتشوني في الحجز وخدوا مني كل حاجة عشان بس يسمحوا لي بالجلوس وكان هناك من يبيع البرشام والمخدرات والبانجو والبودرة الغريب ان مكان الحجز تحت مكتب مأمور القسم مباشرة.. يعني فوق ضباط وتحت بيطحنوا البرشام.يحسبة بسيطة اكتشف احمد أن مجموع ما دفعه أحمد وأهله خلال رحلته بين اقسام بوليس وحجوزات مصر يتجاوز الـ 700 جنيه وهو برئ.. وأحمد لا ينوي التواطؤ في جريمة اهانة كرامته بالسكوت بل سيلجأ إلي رفع قضية تعويض مادي عن كل ما لحق به في رحلته تلك.. رغم علمه ان كل ما حدث كان خيانة لأوطاننا بداخلنا فحيث تكون الحرية يكون الوطن.. وهو يعلم ان لا شيئ يساوي لحظة ان تري وطنا يخونك.